حدثيني يا روْحُ تلك الأماني
قصيدة
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص
*****************************************************************
حدثيني يا روْحُ تلك الأمانـــي *** عن شقا النَّفسِ أوجزي ما تُعانـــي
عن فِراق يؤرِّقُ القلبَ حزنــا *** وعَذابٍ يجتاحُ طيفَ المكـــــــــــــانِ
وسنينٍ بين الرَّدى واقفــــــاتٍ *** تنشُرُ البؤسَ في ثنايا كيانـــــــــــــــــــي
فأبيني بعضَ الهُمومِ بصدري *** وارفِدِي القلبَ بالهوى والحَنَـــــــــانِ
أتُـراها تلكَ العيونُ استفاقتْ *** بينٍ دمعي وبين سِحْرِ البـيـــــــــــــــانِ
أيها الطيرُ لا تذرني وحيـــــدا *** أرشفُ الهمَّ من عتيق الدِّنَـــــــــــــانِ
واملئي الرَّوضَ والرَّوابي حِداءً *** وذري الكونَ باسما كالجِنَــــــــــــــانِ
أيها الصَّحبُ لا تلوموا فجرحي *** مثلَ نفسي كما تُعاني يُـعانــــــــــــــي
كلُّ حيٍّ إذا أطال انتظـــــــــارا *** سوفَ يمضي ولن ينال الأمانـــــــــي
ليت شعري فإنْ تراها همومي *** مثقلاتٍ أو مُترعاتِ المعانـــــــــــــــي
ويحَ عمري فقد عراهُ ذُبـُــــولٌ *** أثقل البينُ خافقي وجوانــــــــــــــــي
أنزفَ الجُرحَ في الحنايا مِـــــرارا *** وطغى الهمُّ بالأسى فاحتوانــــــــي
وتلظَّتْ بنارِ شوقي الحنايــــــا *** لم تُبالي بحيْـرتي أو هـَــــوانِـــــــــــــي
كنتُ بالأمس باكيا من حنيـنٍ *** بين جنبيَّ بادياً للعيَــــــــــــــــــــــــــانِ
وشكوتُ من الفراقِ زمانــــــــا *** كيفَ أنساهُ ساعةً أو ثوانـــــــــــــي
أترى الشَّوقَ في المآقي يُلبِّـــــــي *** صَرخةَ القلبِ أم تراهُ جفانــــــــــي
هل عَسِيْتُ إذا بقيـتُ غريـبــا *** كيف في البين قد أحوزُ الأمانــــي
لـمَ تبكِ ؟ فيا جفوني كفاكم *** وَهَجُ الدَّمعِ من عيونِ الزَّمــــــــــانِ
من يرى الحُزنَ باديا في المآقي *** قد يَرى الوَجدَ واضحا في المحاني
كنتُ من قبلُ بالشقاءِ رضيَّــا *** فلمَ اليومَ قد أضعتُ اتِّزانـــــــــــــي
قرِّبوا الوَصْلَ يا رفاقي فحُزنبي *** جاوزَ البينَ والهوى فشجانــــــــــي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.