السبت، 23 يوليو 2016

عتبت على الزمن ____بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص__

عَتِبْتُ على الزَّمَانِ وكانَ أجــدى *** بأنِّي ما عَتِبْتُ على الزَّمَـــــــان
يَضيعُ العُمرُ في صَفحاتِ مَـاضٍ *** أقلِّبُها ولا ألقى مكانــــــــــــــــي
ولا طيفٌ من الكلمات يأتــــــــي *** ولا رَجْعٌ من الماضي أتانــــــي
فكانَ الأمسُ في عُمْرِي جميـــلاً *** لكي ألقاهُ في سِحْرِ المَعَـانِـــــــي
أيبقى الطيفُ في عمري حَفِـيــــا *** فيُحْسَبُ بالدَّقائقِ والثَّـوَانـــــــــي 
ألا يا حبُّ هل تبقى بِروحـــــــي *** عزيزا شَامِخَا يأبى الهَـــــــــوانِ
وتعرفُ أنني ما كنـــــــــــتُ إلا *** هَصُورَاً لا يكلُّ ولا يُعانــــــــي
كَصقرٍ قد يجول الأفقَ عُمـــــرا *** أبيَّاً في سَمَائِكِ والمَكـــــــــــــانِ
سليطُ الحَرْفِ لا يخشَى جبانــــا *** وبَوحٌ يَرتقي سِحرَ البيــــــــــانِ
أُحِبُّكِ يا منايَ وصوتَ نبضـــي *** فديتُكِ بالمحاسِنِ والحِسَـــــــــانِ
فقولي الحَقَّ يا أشتاتَ روحــــي *** ولا تهني فإنَّ العُمرَ فـانِّــــــــي
وهلْ للعِشقِ من خَلَجَاتِ قلبــــي *** نَصيبٌ بالمَوَدَّةِ والحَنَــــــــــــانِ
وهلْ للغَادةِ الحَسْنَاءِ عَهْـــــــــدٌ *** كَعَهْدِ الفاتناتِ معَ الجُمَـــــــــانِ 
وهلْ للقُبْـلَةِ العَذْرَاءِ طَعْـــــــــمٌ *** كَطَعْمِ الشَّهدِ من حلو اللســـان؟
وروْحٌ مثلَ رِيحِ المِسْكِ يَسْـرِي *** بأنفَاسٍ كعطرِ الزَّهْرِ حانِــــــي 
فلا الذِّكْرَى بلونِ الحُبِّ تَفْنَــــى *** ولا أمَلٌ بِلونِ الوِدِّ فانـــــــــــي
عجبتُ لخَافِقِي بالأمْسِ يُهْـــدِي *** شهيَّ الحبِّ من عشقٍ شَجانــي
ففقدان الأحبَّةِ فيه جَـــــــــــــوْرٌ *** يَقود إلى المذلَّةِ والهَــــــــــوَانِ
فيا حُبًّا عَهِدْتُ الأمْسَ قلْ لــــي *** أهلْ باللهِ للقيا زمــــــــــــــــانِ
وهل يَروي اللمى شفتيَّ قل لــي *** بِخَمرٍ فاضَ من شَغَفٍ الدِّنَـــانِ 
لتَبْقَىْ بينَ أحْضَانِي وبينِـــــــــي *** فلا خصمٌ يراك ولا يَرانـــــــي
سألتُ اللهَ أن يبقيكِ دومـــــــــــا *** على مرِّ الحياةِ فلا تُعَانِـــــــــي 
وأن تَحْفَظ إلهي الحُبَّ دومــــــا *** مُحَاطا بالمحبَّةِ والحنـــــــــــانِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.