الجمعة، 15 يوليو 2016

قضى الله بأمره ___للشاعر نوار شحلاط الجزائري___


قضى اللهُ في حبي قضاءً عنانيا **** فأصمى هواها مُهجتي وجنانيا
أنا والشبابُ والهوى في حروبنا **** وقلبي لهم قد صار صوبَ المراميا
وسكرةُ موتي راحةٌ فوق صدرها **** وساحةُ قَـتلي جَـنّـةٌ لعذابيا
ويُغتالُ قلبي مُتعبا في غرامها **** وفرحتها في الوجنتينِ العَواريا !
ويحيا إذا ما أرسلتْ فيه شمسها **** تُشعُّ عليه ، يومَ تُروى قوافيا
يعيبُ الورى فيها كمال عفافها ، **** ومنّي أعابوا كلّ ما كانَ صافيا !
غدوتُ كطيرٍ صادحٍ أتوسّلُ **** إليها، فما رقّتْ وقد رقّ قاليا ! ؟
ولاقيتُ صمتَها بصبرٍ مريبَها **** وحبّي إليها – هالكي - ما كفانيا !
وشاعرها الموهونُ في الحبِّ تائهٌ، **** يقولُ: تعالي وارتمي في ذراعيا
وصُبّي على قلبي هواكِ ونارهُ **** ومنْ حور عيناكِ السُّلافَ بكاسيا
لعينيكِ كم غنّى الفؤادُ وسافحتْ **** شُؤوني دموعا قد جَرتْ فوق ثيابيا
صباحا مساءً لا أرى غير طيفكم **** وفي الليلِ أحلامي تُؤرّقُ باليا
فأرمي بأشجاني لبحرٍ يَدوسُها **** وحيرةَ نفسي من علٍ ورجائيا
فحبُّكِ بالحُمّى أراهُ مُزوّدا **** وأمرٌ جسيمٌ عنه قِسرا لَهانيا ؟
إليكِ أنا أشتاقُ ، آهٍ إذا نسا ( م ) **** ئمُ الصُّبحِ هبّتْ منكِ طوعا حواليا
أججتِ لهيبا في فؤادي بنظرةٍ **** ولم يَخبُ حتى ما عَرفتُ صَوابيا
وإني لأستغشي وما بيَ نَعسةٌ **** لعلّي أرى في النومِ طيفكِ ساريا
ومُعتسفٌ أمشي طويلا بحبِّكمْ **** وقد وافقَ الهِجرانُ مِنكِ هُياميا 1
لما لا تكوني بالعفافِ هوىً معي، **** سَها القلبُ أمْ أنتِ تَجاهلتِ ما بيا ؟
وأنّي لأبكي اليومَ عن طولِ حلمنا **** وعن كلِّ يومٍ صار ذكرى وماضيا
وقد بعتُ في حبّيكِ كلَّ سعادتي، **** وكلَّ شقاءٍ صارَ لي مُتماديا
رُميتُ بأنَّ القلبَ سالٍ، وأنه **** سقيمٌ بها دوما ، ولم يكُ ساليا !
لقد غَـفرَ القلبُ المُحبُّ تِهامها **** وحيثُ سقاني قلبُها المُرَّ راضيا
ولم يكُ حبًّا غيرها نصبَ عينيا **** ولا حلَّ وهما - طولَ عمري - فؤاديا ،
سَحابٌ يَحومُ فوق رأسي وبارقٌ **** مَضى في تَهاليلٍ يُعزّي بقائيا
وريحٌ بعصفٍ لا يَني عازفا على **** شُجوني لحونا تُسحرُ اللُّبَّ ، داويا !
وقصرٌ منَ الأحلامِ علّيتهُ وقد **** فديتُ بعمري كلُّ مَنْ جاءَ فاديا
وكنت إذا وكّلْتُ أمرا لصاحب **** سَترتُ عليه أمرَ قلبي ورائيا ؟
رأيتُ الألى شاعوا الخَنَى قد تناطحوا **** وما شِعتُ فيهمْ غير سِحرٍ علانيا
وقُمتُ بإحسانٍ إليهم لعلّهمْ **** أثابوا إلى رشدٍ بحبلِ التّـصافيا ،
وَوقرٌ بها أضحى يُسائلني : متى **** أكونُ قليلا في هواها تَشاكيا ؟
فقلتُ له : أنّى لِمَا بي علاجُهُ **** فقد طال بي دائي وغاب شفائيا
غَفورٌ رحيمٌ ربُّنا لو أنا سهوْ ( م ) **** تُ يوما، وظهري كنتُ أعطي كتابيا
أقولُ لها لهْفي عليكِ أذابني **** فتضحكُ من لهْفي عليها وُشاتيا !
أحبّكِ فوقَ العالمينَ صبابةً **** وأفني حياتي فيكِ إنْ شِئتِ طاويا
أرى ما أصابَ العاشقينَ جميعُهمْ **** أصابَ فؤادي والهوى ريجَ قاسيا
وآسرتي لا تعرفُ اللهوَ، جادّةً، **** على مثلها يفنى المُتيّمُ ساهيا
إذا ما اسْتوى قولُ العواذلِ عندها **** بقولي ، فلا مرّتْ عليها النّواهيا
وإنّي سأفني كلَّ قولٍ مُعاتبٍ **** لها ، أو فآتوني الطبيبَ المُداويا
تركتُ ملذّاتِ الحياةِ بجانبٍ **** وكلُّ حياةٍ لا تَجُدْ بالتّراقيا ؟
ركبتُ شِراعًا والعُبابُ مُرافقي **** وَهِمتُ بعشقي فاكْتَسيتُ المعاليا
رضيتُ بحكمِ اللهِ في حبّيا لها **** ولم ترض عن قلبي وحكمِ إلهيا
فيا أيها المحبوبُ خذْ من تَفلسُفي **** نصيبا ، أكلَّ الدّهرِ تحيا كَماشيا ؟ !
صدقتُ بفعلي أنّ حبّي مُثبّتٌ **** عليها، وعمرُ الإفكِ يُعرفُ فانيا
وأشهى إليّا في الغرامِ سؤالها : **** إلى أين تمضي بالهوى يا مُعانيا ؟
إلى غايةٍ تُبقي رضا اللهِ واسعًا، **** يُعلّى لنا شانـيْـكِ فيها وشانيا
فهل بعد أنْ يرضى إلهيَ غايةٌ ؟ **** وأفضلُ ردٍّ عنْ سؤالٍ جوابيا !
فهزتْ بوجهٍ باسمٍ لي رماحها **** وقلبي لها يرنوا بشجوٍ وباكيا ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.