الإهداء : الى ضحايا الحروب .. ضحايا صراعات الأقوياء .. ضحايا فقدان العدالة الاجتماعية في أوطانهم
أولائك الذين لا يملكون من أمورهم شيءً .. الذين يفرون بأرواحهم هروبا من رحى الحروب والموت .. يهيمون في البراري
ويركبون أمواج البحر .. ويعبرون في قوارب الموت .. يحلمون بالوصول الى بر الأمان ..ليعيشوا في سلام
فيجدون حراس الحدود .. وخفر السواحل في انتظارهم .. فمنهم من يموت بالفجيعة .. ومنهم من يموت غرقا ..
ومنهم من تستضيفهم السجون التي لا ترحم .. فعلى ألسنتهم واليهم هذه الأنشودة .. فربما ستجد يوما ما من يلحنها .
...
ــ نشيد الضحايا ــ
...
وتوْقيتُ قلْبي على العاشِرَة
ولمْ يبق عنْهُ سِوى نبضتينْ
...
فَدَعْني أَمُرُ بلا تأشِرَة
فمالي أنا والجواز اللعينْ
...
وداعا وداعا أيا طائرَة
فيوما سألحقُ بالأخَرينْ
...
وأُبْحِرُ حُرًا بلا باخِرَة
اُوَزِعُ روحي على ضِفَّتينْ
...
بقلبي جراحُ الأسى غائِرَة
وآهُ الهوى في الفؤادِ جنينْ
...
قوارِبُ جمْعٍ هنا عابرَة
ويدعو الجميع الرحيمَ المُعينْ
...
ونَمْضي تدورُ بنا الدائِرَة
يَلُفُ بنا في العُبابِ الأنينْ
...
وليلٌ وعين الذي .. ساهرَة
وبين السُهادِ وبين الحنينْ
...
وأمْواجُ بحْرٍ بنا سائِرَة
ونحنُ رُكوبٌ على لوحتينْ
...
ويقْتُلُنا الخوفُ في الهاجِرَة
وفي عَتْمَةِ الليلِ .. في كل حينْ
...
وأفْواهنا دائما فاغِـرَة
ورُعْبا يُعَشْعِشُ فينا مَكينْ
...
وكل الظروفِ لنا قاهِرَة
وكل السواحلِ فيها الكمينْ
...
أزيزُ رصاصٍ كما الماطِرَة
يَصُـبُّ علينا منَ الجانِبينْ
...
وترْصُدُنا خَفَرٌ ماكِرَة
وفي كل شِبْرٍ لها ألفُ عينْ
...
تعامِلُنا القُوَّةُ الآسِرَة
كأنَّنا جِنْسٌ منَ المُجْرِمينْ
...
كمثلِ الوحوشِ بدَتْ كاسِرَة
فلمْ يُجْدِ عُرْفٌ ولمْ يُجْدِ دينْ
...
لِتُضْحي السجونُ بنا عامِرَة
وَقَيْدُ حديدٍ على المِعْصَمينْ
...
سلامٌ ستَجْمَعُنا الأخِرَة
ويومُ القَصاصِ شديدٌ مَتينْ
...
وآه سَــيَبْقى مع الذاكِرَة
يُحَدِّثُ عنّا لأتي السِنينْ
...
الشاعر : علي مويسات الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.