صعوبة الموقف بقلم مدحت عبدالعليم الجابوصي

(صعوبة الموقف)
وما من كائنٍ إلا سيفنى.....ويبقى وجهُ ربِّكَ ذو الجلالِ
يقومُ الناسُ بينَ يديهِ طُراً....ليَجزِيَهُم ويفصلَ في المآلِ
وكلٌ عندَ ذاكَ يقولُ نفسي....ويَنْسى في القيامةِ كلَّ غالِ
ويُضحي الناسُ من هولٍ سُكَارَى....وكلٌ عنْ أخيهِ اليومَ سالِ
فكلُّ حوادثِ الأيَّامِ مهما.....تناهتْ في الضخامةِ مثلُ آلِ
وكلُّ مصائبِ الدُّنيا تُطاقُ.....وهولُ الحشرِ ذا فوقَ احتمالي
ألا فاعملْ جميلاً يا أُخَيَّا.....قُبيلَ الموتِ تظفرْ بالغوالي
فياربَّاهُ خلِّصْ كلَّ عبدٍ.....رجى للعفوِ في يومِ السؤالِ
وأَنْجِهْ.يإلهَ العرشِ أنْجهْ......من الكربات والمحنِ الثِّقَالِ
وشفِّعْ خيرَ خلقِ اللهِ فينا.....بيومٍ لا شفيعَ ولا موالِ
إلهي لاتعاملْنا بعدلٍ.....فنهلَكَ مثلَ أربابِ الخوالي
ولكنْ فضلكَ المرجوُّ فينا .....فعاملنا بفضلكَ ذا الجلالِ
فلمْ نقدمْ على ربِّ البرايا......بخيرٍ قطُّ في هذي التوالي
ولم نعملْ جميلاًً بلْ عملنا.....لما يخزي الفتي يومَ الفصالِ
ولكنْ قد أتيناهُ بحبٍّ.... ..وتوحيدٍ بهِ فصلُ المقالِِ
مدحت عبدالعليم الجابوصي