الاثنين، 15 يناير 2018

سبئية بقلم الشاعر عبدالجليل الورد

. ★سبئية★
فــي (ساحة التحرير)* كان لقاؤنا
مــا كــــان لقــــيانا عــلى ميعادِ

مــا أجــمل اللــحظات كــانت بيننا
وكــــأننا مــــن زمــــرة ِ الأجــــدادِ

هــامت عــيونــي والتقت بعــــيونها
فإذا الــــغرامُ أغار صوب فؤادي

عــــينانِ زرقــــاوانِ مــــا أحــــلاهما
كــــجداول ٍ مـــتـــقاربِ الأبعــــــادِ

والقلب يخفق في ذهولٍ مضمرٍ
دقــــــاته ُ كــــتنازل ِ الأعــــــــدادِ

بــــدأء الكــــــــلام ببحةٍ رقـراقةٍ
مــــملوءةٍ ً بحــــــلاوة ٍ وشــــــــهادِ

وبــدت تــفوح بــعــطرها كأزاهرِ ٍ
وأتت تــــــموج بــــخصرها الميادِ

فــــرأيت كل الناس تنظر نحونا
يتــــطاولون بأعــــــين ِ الحــــسادِ

رقــــبوا خــطانا واستدلوا خلفنا 
عــــــين ُ الحـــسود تغوص بالكنادِ

وبــدأت أســــألـــــها لأعرف عرقها
قــــــــالت أنـــا سبئية ُ الأجــدادِ

جدي ابن ذي يزن ٍ حفيدتهُ أنا
نحــمي الحــمى ونــرد كيد العادي

مــن نسـل قحـطــانٍ وحمير خالنا
وبــــعرشِ بلــقيس ٍ أتــــى ميلادي

أجدادنا رضــعوا الشجاعة ملمثا
رضــــعوا حليب الأم كــالأولادِ

لبسوا دروع العز لمــا دنســــتْ
أرض الحــــضارة واكتست بســــوادِ

رسموا شموخا ً في السماء بعزهم
فاقرأ عــــلى سـاحــــاتهــــا أمجادي

مـن ثغـــرها الباهي رسمت ُقصائدي
وجــعلت مــــنه مــــحابري ومدادي

من شعــرها المنــساب ألف روايةٍ
طــــبعت بــــدايتها على أكبادي

فجمالها يبدو كــحقل حماحمٍ
ملأ الفضاء روائحا ً وغــــــوادي

سامــــرتها زلفا ً من اللــيل الذي 
بان البــــدير لهــــا يــمد أيادي

ســــاعــــات زلفة حــبنا كقصيدةٍ
عــــــادت إلــــيَّ بفرحة ِ الأعيادِ

هتــــفت أجبــــت وعانقت كلماتنا
أرواحــــــنا كتــــــــعانــق الأجــــسادِ

حــتى إذا هتــــف الفراق مؤذنــاً
غنى الغــــــرام كــــبلبــلٍ غــــرادِ

قــــالت بــــبحتها أظــــن قــبابنا
تخفي الغــــرام لتــــرتضي بــبعادِ

فأجبت كــــلا مــــن مفاتننا ارتوت
هــــلت لــتجمعنــــا عــــلى ميــــعادِ

عبدالجليل الورد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...

*(ساحة التحرير :ميدان بالعاصمة اليمنية( صنعاء) يقام فيه عديد من الاحتفالات الوطنية )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.