الجمعة، 16 سبتمبر 2016

نجــوى قصيدة بقلم الدكتور محمد القصاص



نجــوى
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص

مضى عمري ففي ذكراك أحيا *** حياةَ البؤسِ دهرا لا يَغيــــــــــبُ
أتيهُ بغربتي فأذوبُ شوقــــــــا *** بليلٍ لا يفارقني رهيــــــــــــــــبُ 
أتنكرُ كلَّ تَحناني وحُبــــــــــي *** أتظلمني وقلبكَ يستجيــــــــــــبُ؟
وتعلم أنَّنِي حُرٌّ وفِـــــــــــــــيٌّ *** ولم يجفوني في الدُّنيا حبيــــــــبُ
فلم يُقصيني عن وطني قريـبُ *** ولم يدنيني من قومي أريـــــــــبُ
ولكني أذوب اليومَ وجــــــــداً *** وعشقا لا يغادرني عجيـــــــــــبُ
وما زالتْ جفوني في كراهـــا *** إلى الدمعاتِ والنَّجوى تَـهيــــــبُ
فحَسْبُكَ أيها الباغي مَلامَــــــا *** تُعذِّبُني فظُّنُّكَ قد يَخيـــــــــــــــبُ
وتهجوني وتُسرفُ في هجائي *** وتحكمني وحكمُكَ لا يُصِيــــــبُ
ألم ترحم فؤادا قد تـــــــوارتْ *** به الآهاتُ أشتاتا ضُـــــــــروبُ
يُعاني البُعدَ فالأحزانُ تُـدمـــي *** جفوني فالسُّهادُ بها ربيــــــــــبُ
تُعاتبني دموعُكً يوم ذكــــرى *** فيخذلني العِتابُ فلا أجيــــــــــبُ
فيُحرِقُ وَجنتيَّ سنــــــــا أوارٍ *** ويُلهبُ خافقي منها لهيـــــــــــبُ
رجوتُكِ والضلوعُ بها أنيـــنٌ *** وفي الأجفانِ آهاتٌ تَــــــــــذُوبُ
فليتكِ تعلمينَ وأنــــــتِ أدرى *** بقلبي فالشَّقاءُ به يَجـــــــــــــوبُ
فإنَّ النبضَ بالآلامِ بمضـــــي *** إلى كبدي فتثقُلهُ الكُـــــــــــروبُ
سأحيا بالجحيم وحين أحيـــــا *** كأنِّي في الدِّيارِ هنا غريـــــــــبُ
فتحملني إلى الذكرى ظروفٌ *** وشوقٌ لا يغادرني صعيــــــــبُ 
ويُبعدني عن الأحلام هـــــــمٌّ *** وتحملني إلى المهـــــوى دروبُ
فلا خلٌّ يُخَفِّفُ من مُصابــــي *** ولم يرحم حقودٌ أو مُريــــــــــبُ
فحسبي أن عرفتُ الآن حسبي *** وحسبي بالهوى هذا حَسيـــــبُ
شربنا الكأس مرَّاً مُذْ ولدنـــــا *** ولم يَحْمي من الهمٍّ المَشيِـــــــبُ
ألا أنِّي شَقيتُ طَوالَ عُمْــري *** وساءتني من الدنيا خُطــــــــوبُ
أطبِّبُ مُهجتي فأعيش سُقمــا *** فلم يجديني من وجدي طبيــــــبُ
فعهدي بالهوى أمسى غريبـا *** فهل يرتاحُ في الدنيا غريــــــــبُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.