الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

أسقام الرحيل بقلم الشاعر عبد العزيز سلاك

(( أسقام الرحيل ))
حتى إذا جف المداد من محبرة الشوق
أهبك كناسك آخر قداس
بمشرط الوفاء أخرج من رفوف الضياع
كل الهوس أذريه في منحدرات الفراغ
فارغة بيادر حصادي كل خزائن ولهي خواء..
أكل المدى سنابل مواسم ربيعي
بعد أن أغرق فيضان اجتياحك
كل قواربي مثل يونس بقيت في العراء..
بأديرة التيه منذ جيل وأنا بعتبة الصفح
أبث شكوى بطعم الاعتراف
أقتلع من يوميات القهر
حروفا رصصتها بمشاعر مجازا
كأنه ما كان بيننا من لقاء..
من خلايا شغفي
في غفلة من شهقة الخلاص
سقيتك من تعرق هذياني كما نوبات
تغمرني إذا ما هاج تذكرك
وعم مجرتي هزيم يصعق
ما بداخلي من أحشاء...
من دمعاتي أروي أصيصا
كنا نسقيه من ندى فرح عناق حب جرعة لقاء..
الأن بعد الفقدان تغيرت ملامح مجرتي
تشهق خدود ورود تنزف من جفاء
على رصيف هذا المساء تخيلتك
وكما إزميل سرطان يأكل خلايا العشق
فيرتجف خافقي فيك بعد أن نتح الزمن شغبي
كما طوفان جرف ممتلكاتي
تركتني بعد رحيلك تربة جرداء..
كنت فيما مضى أغرف من يم تعاستك
وأبادله بملاحم فرح
من ترقرق انعكاس ضوء على محيا الماء..
بإبر الشوق أغرز في عضد الغرام
مورفين هواك
الا تذكرين عندما
كنت اخذ من أنفاسي وأملأ أوردتك
أنفاس إذا ما تقلص حجم الهواء..
في ربوعك زرعت حمى عشقي
شتائل فصارت أشجارا
من فرط الوهج تظللك إذا حر الاحتياج
اجتاحك بلا قياس
سأخرج لك من آخر خزائن
قلبي تمائم محشوة قذائف إحساس
أنفث في دروب سطورك التي احتفظت بها
ما تمنعت من البوح به
فافرغه في جرارك الفارغة
فتشتعل أنوار كما مس من تماس
بمحراب عينيك أتلو وردي هباء...
ممددة كفوفي ما تقبلت قرابيني
تعتريني ارتعاشة إذا ما غيمة شاحت بوجهها
وتركتني حقولا أشجارا بلا أغصان
محلات عبور للغرباء...
بغرفة الإنعاش يتوقف خط النبض
بكنائس صفحتي تدق الأجراس
تنوح حروفي في حداد
تقف متجمدة بين الاقواس(....)
كأن رحيلك صيحة الفناء...

عبد العزيز سلاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.