السبت، 23 يونيو 2018

ملحمة ميونبخ ( الحلقة 4) بقلم الأستاذ احمد النجّار.

شهداء ميونخ 
القصة الكاملة 
// الحلقة الرابعة //
بقلم 
أحمد عبد اللطيف النجار 
كاتب عربي


اليائسون ...!
إلي معلومة الاسم والعنوان ... 
إلي شعوب العربية المقهورة !

اليائسون ...
المحبطون ...
الغارمون ...
المدبرون ....
الهاربون ...
الخاضعون ...
المتشرذمون ...
المتفرقون ....
ويح لكم لو تعلمون 
العمر يمضي وأنتم 
كما أنتم لا تتحركون !
ضاعت فلسطين وأنتم 
كما أنتم تفكرون !
ضاعت العراق
وليبيا واليمن ..
وأنتم كما أنتم تولولون !
ضاعت سورية ..
ولا أراكم تصرخون !
في فلسطين الحزينة 
الدم العربي يهون !
والعراق ، لم يعد العراق 
بل طوائف يسرقون
يحرقون ...
يغتالون وطناً ..
وأنتم كما أنتم تتباحثون
في ليبيا ..
كل ليبي يخون !
واليمن لم يعد سعيداً
بل تعيساً ، يبكي علي 
إخوةٍ يتعاركون !
في سورية ....
ضاع كل شيء 
لم يعد هناك شيء 
سوى غضب نيرون ...
حرق كل شيء ...
وأنتم لا تحزنون !
آه عليكِ شعوبنا !
تبكي عليكِ قلوبنا 
وهل يفيد بكاء قلبٍ..
يائس مسجون ؟!
إلي متي الخضوع 
والركوع لآهاتكم ..؟!
متى ، متى تتحركون ؟!!
العمر يمضي ، وأنتم 
كما أنتم تتلاومون !
الغرب يكبر باتحادٍ
وأنا أراكم تصغرون !!
تتضاءلون ..
تتمزقون !
هل يأتي يوم نراكم
فيه متحدون ..؟!!
لا ، لا أظن ..
فقد قالت الأعراب آمنا 
وهم لا يؤمنون !!
لم نر بينكم مودة 
أو محبة ...
رأيناكم فقط تتصارعون !
إلي متي هذا الصراع ؟!
إلي متى تتفرقون ؟!
علي أي حال 
في كل حال 
ولأي حال ..
نحن سنموت ..
وأنتم ميتون !
ويبقي أملنا ...
في الله وحده
وقوم آخرين سيأتون
تتضرع إلي الله ...
أفئدتهم ..
علي أوطانهم يحافظون 
وتسود بينهم المحبة 
ويكونوا قوماً متحابون 
ويرزقهم الله حكّام عَدلٍ 
يخشون الله ...
لا يظلمون 
ولا في ثروات شعوبهم
يسرقون 
نحن لا نيأس ..
من رحمة الله ...
لكننا في حكّامنا ...
يائسون ..
يائسون ..
يائسون ..
يائسون ..
يائسون ..
يائسون .... !
نعم نحن لا نيأس من رحمة الله ،، لكننا بالتأكيد يائسون من كل حكام الأمة العربية الضائعة !
نبدأ معكم بعون الله ملحمة ميونخ الخالدة ......
تاريخ عملية ميونخ بالتحديد يوم 5 سبتمبر سنة 1972
أسماء أبطال عملية ميونخ الفدائية في جمهورية ألمانيا الاتحادية .....
1 ــ البطل الشهيد الفلسطيني محمد مصالحة .
2 ـــ البطل الشهيد الفلسطيني يوسف نزال .
3 ــ البطل الشهيد الفلسطيني محمد ألصفدي .
4 ـــ البطل الشهيد الفلسطيني أحمد الشيخ عفيف .
5 ـــ البطل الشهيد الفلسطيني أحمد طه .
6 ـــ البطل الشهيد الفلسطيني حامد عدنان العيشاى .
7 ـــ البطل الشهيد الفلسطيني أمل العيشاى .
8 ـــ البطل الشهيد الفلسطيني خالد عواد .
وجميعهم من كوادر منظمة أيلول الأسود التابعة لحركة فتح الجهادية .
وأسفرت العملية عن مقتل 11 رياضي إسرائيلي من خنازير أورشليم ، ومقتل شرطي وطيار ألماني واستشهاد 5 فدائيين فلسطينيين واعتقال ثلاثة آخرين .
تلك هي خيوط العملية باختصار ،، واليكم التفاصيل .....
حدد ابواياد أهداف العملية بأن يتم تبادل الرياضيين
الإسرائيليين مقابل 200 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية .
تم الإعداد للعملية بعناية وإحكام مثاليين .
من هو محمد مصالحة قائد العملية الفدائية الجريئة ؟
كان عمره وقتها 27 سنة وخرج وهو طفل مع أبويه الفلاحين الفقيرين من وطنه حيفا ، ولجأ إلي الضفة الغربية في الأردن ، وكان أستاذا فذا في الجيولوجيا ، ويتمتع بذكاء غير عادي ويتحدث الألمانية بطلاقة ، ونفس المميزات كانت لشريكه يوسف نزال واسمه الحركي ( تشي جيفارا ) كان ذا عقلية عسكرية فذة، كان وقتها عمره 25 سنة ويدرس القانون في فرنسا ، وأيضا محترف لعمليات حرب العصابات .
قام الرجلان بأربعة مهمات واضحة :
1 ــ إعداد خطة تفصيلية ، تسير وفقها العملية .
2 ــ اختيار ستة فدائيين لمساندتهم أثناء الهجوم .
3 ــ توفير السلاح المطلوب وإدخاله إلي قرية الألعاب الاولمبية .
4 ـــ عمل خطة للمفاوضات التي تشمل تبادل الرهائن الإسرائيليين بالمعتقلين الفلسطينيين .
لم يكن اختيار الشركاء بالأمر السهل ، وفيما بعد تم اختيار 15 فدائياً شاباً من سن السابعة عشرة حتي
العشرين عاماً .
وحصلوا جميعاً علي تدريب قوي ومكثف جداً . وهؤلاء الفدائيين نشأوا جميعا وبلا استثناء في مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا والأردن .
قبل ان ينتشر الفادئيون الست الذين وقع عليهم الاختيار في البلاد الأوربية ، حتي يتعودوا علي أسلوب الحياة في أوروبا ، سافر قبلهم محمد مصلحة إلي ألمانيا بعد أن غيّر هيئته تماما ولبس شعر مستعار ( باروكة ) ودخل إلي قرية الألعاب الاولمبية ، حيث تجري الترتيبات علي قدم وساق لهذا الحدث الرياضي العالمي الهام ،واستغل فرصة وجوده هناك لاستكشاف المكان ورصد الأكشاك الفردية خاصة التي يستعملها الفريق الإسرائيلي ، وأقام علاقات وطيدة مع الموظفين الألمان داخل القرية الأولمبية وخاصة موظفة آسيوية وقعت في حبه !
وهناك جمع معلومات تفصيلية عن كل شيء ؛ بعثها علي الفور إلي شريكه يوسف نزال ( تشي جيفارا ) الذي كان يقيم بدولة أوربية مجاورة .
وامتدت عملية الاستكشاف هذه لأكثر من أربعة أشهر ، وتم عمل خطة عمل مترابطة ومحكمة جداً .
في أوائل أغسطس 1972 تواجد أبو إياد في صوفيا العاصمة البلغارية كي يشتري السلاح البلغاري لفتح
وتم التنسيق مع مهندس معماري ليبي اسمه ( محمد ما شاء الله ) يتقن عدة لغات بينها الألمانية ويعمل كمهندس معماري أثناء مراحل البناء في القرية الاولمبية ،استطاع محمد ما شاء الله من معاينة الموقع السكني للفريق الرياضي الصهيوني من خلال دخوله إلي موقع سكن الفريق السعودي المواجه مباشرة لسكن الإسرائيليين .
وعلي الفور أرسل كل المعلومات إلي المخططين في بيروت ، ووصل السلاح المطلوب لتنفيذ العملية لأحدي السفارات العربية في بون .
وفي 25 أغسطس وصل السلاح ، من بينه مدافع رشاشة وقنابل يدوية إلي مكانه المحدد تماما رغم الرقابة الصارمة من البوليس الألماني في الشوارع والمحطات وكل ألاماكن الحيوية .
من بين الأسلحة التي تم توفيرها للعملية ، ثمانية بنادق هجوم طراز كلاشينكوف مع ذخيرة كثيرة جدا وعشرة قنابل هجومية أمريكية الصنع .
وحانت ساعة الهجوم علي الفريق الإسرائيلي داخل قرية الألعاب الأولمبية في ميونخ ، إنها ساعة الصفر .
إنه يوم خالد من تاريخ الكفاح الفلسطيني المسلح ، إنه يموم 5 سبتمبر سنة 1972 .
ليت شعوبنا العربية تفهم إنه لن تعود فلسطين إلينا مرة 
أخرى إلا بالكفاح المسلح والعمليات الفدائية ألكبري في كل مكان داخل وخارج فلسطين وكل أنحاء العالم !
خنازير صهيون لا يفهمون غير لغة الدم !!
حسناً دعونا نتحاور معهم باللغة التي يفهمونها ، حتي لو ضحينا بملايين الشهداء !
يقولون في الأمثال العربية لا يفل الحديد إلا الحديد !
وكلاب صهيون لن يتركوا أرض فلسطين الطاهرة إلا بالدم !
أذن دعونا تغرقهم في بحور الدم ، وليذهب السلام معهم إلي الجحيم !
دعونا نقلب أرض ميعادهم إلي مقبرة من الجحيم لهم وللأمريكان أولاد عمومتهم !!
ــــــــــــــــــــــــــــــ نكتفي بهذا القدر ــــــــــــــــــــــــــــــ
&& في الحلقة القادمة نعيش معاً أحداث يوم 5 سبتمبر 1972 وكأنها واقعاً حياً نعيشه اليوم !
نعرف ماذا حدث داخل قرية الألعاب الأولمبية ، وأسماء خنازير صهيون الذين تم احتجازهم كرهائن للإفراج عن 200 معتقل فلسطيني في سجون صهيون !
ولماذا رفضت العجوز الشمطاء جولدامائير تنفيذ مطالب الفدائيين ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــ سنعرف كل ذلك وأكثر .
ــــــــــــــــ الحلقة القادمة /// قريباً إن شاء الله .

الخميس، 21 يونيو 2018

ملحمة ميونيخ بقلم الأستاذ _ احمد النجار-


شهداء ميونخ 
// القصة كاملة //
الحلقة الأولي 
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار 
كاتب عربي

&& تنويه لابد منه ...................
سلسلة مقالاتي السردية تلك عن ملحمة ميونخ في ألمانيا واصطياد 11 خنزير صهيوني في قرية الألعاب الأولمبية سنة 1972 .
هي في الأساس سلسلة تاريخية وليست سياسية إطلاقاً .
هدفي منها أن يعرف الجيل الحاضر تاريخ الكفاح الفلسطيني المسلح منذ نصف قرن تقريباً .
وعلي أصحاب الجروبات المرتعشة الخائفين علي جروباتهم الرومانسية أن يمتنعوا عن النشر دون تعليق!
ولسنا في حاجة إلي تعليقاتهم الرومانسية الناعمة في زمن ضاعت فيه أوطاننا العربية وكرامتنا العربية وقوميتنا العربية وصرنا نعيش في زمن أشباه الرجال !!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&&& المصدر الرئيس لملحمتي كتاب : 
(( سيدة الموساد )) للكاتب الألماني ويلهلم ديتل .
والكتاب من منشورات المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع // بيروت // طبعة 1993.
بالإضافة إلي مصادر أخري متعددة من الشبكة العنكبوتية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راحلون ....
راحلون ....
قالوا عنا ....
ضائعون ....
قالوا عنا ....
هاربون ....
نحن ضعنا ....
في حياة ....
أنتم فيها .....
قاعدون ....
نحن عشنا ....
عمرنا بينكم ...
واهمون ....
قد يأسنا ....
من غدٍ ....
قالوا فيه ....
تفرحون ....
قالوا فيه ....
تمرحون ....
قد علمنا ....
نواياكم ....
بأس .....
ما قد تعلمون ....
آه من أحلامكم ....
ويح لكم ....
أتحلمون ...؟!
قد وعدتم ....
وعد غدرٍ ....
قلتم نحن ....
الصادقون ....
قلنا صبراً ....
علي الرحيل ....
أنهم يتفاوضون ...
أنهم يتلاومون ...
أنهم يفكرون ....
قالوا ....
كيف ترحلون ..؟!
قالوا ....
كيف تتركون ...؟!
حياتنا ....
وذاتنا ....
ويل لكم ....
أتفهمون ... ؟!
ويح لكم ....
أتتركون ...
أرضكم ...؟!
أتهجرون ..
بيتكم ..؟!
أتلجأون ....
للسراب ....
والعذاب ....
وتلفظون ....
وطنكم ...؟!
قلنا رحلنا ....
آسفين ...
قلنا رحلنا ...
لاجئين ....
لمّا فجر ....
سلطانكم ...!
هاربون ....
من غدركم ...
فقد قتلتم ....
كل شيء....
واستبحتم ....
عِرضكم ....
ماذا بقي ....
من الوطن ...؟!
غير الوثن ...!
تعبدوه ....
قلتم ....
هذا إلهكم ...!
قلنا نرحل ....
عن سمائكم ....
يا من ...
عبدتم الوثن ...!
هيا اعبدوه ....
هيا احضنوه ...
ولفلفوه ....
في الكفن ...!
لفلفوه ....
في الكفن ...!!
لفلفوه ....
في الكفن ...!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبدأ معكم بعون الله قصتنا الطويلة جداً عن أعظم وأكبر العمليات الفدائية الفلسطينية ضد العدو الصهيوني وخنازير أورشليم !
وقعت أحداث تلك الملحمة الاستشهادية أواخر سنة 1972 في قرية الألعاب الأولمبية في مدينة ميونخ الألمانية .
مهندس العملية هو البطل والزعيم الفلسطيني الراحل علي حسن سلامة ، رجل المهام الصعبة والمستحيلة في منظمة التحرير الفلسطينية .
(( ستعرفون لاحقاً كيف اغتال الصهاينة البطل الشهيد علي حسن سلامة ، بعد أن ننتهي من عملية ميونخ ألكبري )) .
في البداية اعترف لكم أن الكاتب ومؤلف الكتاب ليس أمين في سرد أحداث معركة ميونخ الاستشهادية الفلسطينية !
من خلال قراءتي المتعمقة لحديثه عرفت علي الفور أنه متحيز (( جدا )) للصهاينة !
حسنا ، فلندع تحيزه جانبا حتي نعرف تفاصيل ما حدث داخل قرية الألعاب الأولمبية في مدينة ميونخ الألمانية سنة 1972.
يقول الكاتب المتحيز : 
في يونيه 1967 احتلت إسرائيل أرضا عربية جديدة وهي شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان ، والمنتصرون لم يعيدوا حتي اليوم سوى سيناء فقط نتيجة لاتفاقية السلام مع مصر .
اما مرتفعات الجولان والقدس فقد تم ضمهما ، ليكونا
مصدراً للنزاع الأبدي والموضوع الرئيسي لمؤتمر الشرق الأوسط التاريخي ، الذي بدأ في نهاية 1991 بمدريد .
والفلسطينيون أنفسهم يقفون منذ عام 1976 علي خط المواجهة ضد إسرائيل ، حيث جمع الزعيم ياسر عرفات وبعض القادة الفلسطينيين آنذاك آلاف الفدائيين حولهم ، وتراجعت منظمة التحرير الفلسطينية عن الدول العربية ، لأن الفلسطينيين لا يريدون ان ينخدعوا أكثر من ذلك !
بدأ طريق ياسر عرفات الصعب، حيث تم انتخابة عام 1969 كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ووقف إلي جانب ياسر عرفات منذ البداية رجل يُدعي صلاح خلف الملقب بأبو إياد ، الذي وُلد في أغسطس سنة1933 في يافا التي كانت آنذاك قرية عربية ، وهي اليوم جزء من تل أبيب .
عاش صلاح خلف ، الذي أصبح فيما بعد الرجل الثاني في فتح في القاهرة حتي عام 1967 حيث تزعم مع عرفات اتحاد الطلبة الفلسطينيين ، وقد انهي رجل يافا دراسته بامتحان المعلمين ، ثم عمل بالتدريس لفترة في غزة .
في تلك الأيام ، في أواخر الخمسينات نظم هذا البطل بالفعل خلية سرية ، تلك التي هاجمت أهدافا إسرائيلية سنة 1959 ودخل أبو إياد في عداد مؤسسي فتح وأقام
في الكويت حتي حرب الأيام الستة في يونيه 1967 وتخلي عن وظيفته بعد ذلك وأصبح ثورياً .
تولي صلاح خلف جهاز المخابرات الفلسطينية الذي يُسمي رصد وهو جهاز موالي للعرب وما تزال له فاعلية كبري حتي اليوم .
وتم تشكيل منظمة أيلول الأسود أوائل سنة 1971 وقد استوحت تلك المنظمة اسمها من الحرب الأهلية بين الفلسطينيين والقوات الأردنية التابعة للملك حسين في سبتمبر سنة 1970 حيث استقر الفلسطينيين الذين طُردوا من وطنهم غرب نهر الأردن هم واللاجئون منذ العام 1948 في الأردن مع الضفة الشرقية .
كانت بداية الصدام بين الفلسطينيين والملك حسين بطلب من البدو ، حيث طالبوا الملك بضرب الضيوف بيد من حديد ، وما لبث أن وقعت مواجهة بين 55 ألف جندي أردني مسلحون تسليحا كاملاً و20 ألف فدائي فلسطيني ، وفي يونيه من نفس العام قصف الجيش الأردني ولأول مرة معسكرات الفلسطينيين ، وتم إعدام عدد من الفدائيين الأسري علي الفور ، وساوم عرفات الملك حسين علي الهدنة ، وازداد الوضع توترا واشتعالاً ، وفي نهاية أغسطس وقعت معارك مكشوفة بين الطرفين ،وانتقلت المعارك في الأيام التالية إلي الشوارع !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ نكتفي بهذا القدر ــــــــــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 19 يونيو 2018

ملحمة نيونيخ __بقلم احمد النجار__.


شهداء ميونخ 
// القصة كاملة //
الحلقة الأولي 
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار 
كاتب عربي

&& تنويه لابد منه ...................
سلسلة مقالاتي السردية تلك عن ملحمة ميونخ في ألمانيا واصطياد 11 خنزير صهيوني في قرية الألعاب الأولمبية سنة 1972 .
هي في الأساس سلسلة تاريخية وليست سياسية إطلاقاً .
هدفي منها أن يعرف الجيل الحاضر تاريخ الكفاح الفلسطيني المسلح منذ نصف قرن تقريباً .
وعلي أصحاب الجروبات المرتعشة الخائفين علي جروباتهم الرومانسية أن يمتنعوا عن النشر دون تعليق!
ولسنا في حاجة إلي تعليقاتهم الرومانسية الناعمة في زمن ضاعت فيه أوطاننا العربية وكرامتنا العربية وقوميتنا العربية وصرنا نعيش في زمن أشباه الرجال !!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&&& المصدر الرئيس لملحمتي كتاب : 
(( سيدة الموساد )) للكاتب الألماني ويلهلم ديتل .
والكتاب من منشورات المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع // بيروت // طبعة 1993.
بالإضافة إلي مصادر أخري متعددة من الشبكة العنكبوتية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راحلون ....
راحلون ....
قالوا عنا ....
ضائعون ....
قالوا عنا ....
هاربون ....
نحن ضعنا ....
في حياة ....
أنتم فيها .....
قاعدون ....
نحن عشنا ....
عمرنا بينكم ...
واهمون ....
قد يأسنا ....
من غدٍ ....
قالوا فيه ....
تفرحون ....
قالوا فيه ....
تمرحون ....
قد علمنا ....
نواياكم ....
بأس .....
ما قد تعلمون ....
آه من أحلامكم ....
ويح لكم ....
أتحلمون ...؟!
قد وعدتم ....
وعد غدرٍ ....
قلتم نحن ....
الصادقون ....
قلنا صبراً ....
علي الرحيل ....
أنهم يتفاوضون ...
أنهم يتلاومون ...
أنهم يفكرون ....
قالوا ....
كيف ترحلون ..؟!
قالوا ....
كيف تتركون ...؟!
حياتنا ....
وذاتنا ....
ويل لكم ....
أتفهمون ... ؟!
ويح لكم ....
أتتركون ...
أرضكم ...؟!
أتهجرون ..
بيتكم ..؟!
أتلجأون ....
للسراب ....
والعذاب ....
وتلفظون ....
وطنكم ...؟!
قلنا رحلنا ....
آسفين ...
قلنا رحلنا ...
لاجئين ....
لمّا فجر ....
سلطانكم ...!
هاربون ....
من غدركم ...
فقد قتلتم ....
كل شيء....
واستبحتم ....
عِرضكم ....
ماذا بقي ....
من الوطن ...؟!
غير الوثن ...!
تعبدوه ....
قلتم ....
هذا إلهكم ...!
قلنا نرحل ....
عن سمائكم ....
يا من ...
عبدتم الوثن ...!
هيا اعبدوه ....
هيا احضنوه ...
ولفلفوه ....
في الكفن ...!
لفلفوه ....
في الكفن ...!!
لفلفوه ....
في الكفن ...!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبدأ معكم بعون الله قصتنا الطويلة جداً عن أعظم وأكبر العمليات الفدائية الفلسطينية ضد العدو الصهيوني وخنازير أورشليم !
وقعت أحداث تلك الملحمة الاستشهادية أواخر سنة 1972 في قرية الألعاب الأولمبية في مدينة ميونخ الألمانية .
مهندس العملية هو البطل والزعيم الفلسطيني الراحل علي حسن سلامة ، رجل المهام الصعبة والمستحيلة في منظمة التحرير الفلسطينية .
(( ستعرفون لاحقاً كيف اغتال الصهاينة البطل الشهيد علي حسن سلامة ، بعد أن ننتهي من عملية ميونخ ألكبري )) .
في البداية اعترف لكم أن الكاتب ومؤلف الكتاب ليس أمين في سرد أحداث معركة ميونخ الاستشهادية الفلسطينية !
من خلال قراءتي المتعمقة لحديثه عرفت علي الفور أنه متحيز (( جدا )) للصهاينة !
حسنا ، فلندع تحيزه جانبا حتي نعرف تفاصيل ما حدث داخل قرية الألعاب الأولمبية في مدينة ميونخ الألمانية سنة 1972.
يقول الكاتب المتحيز : 
في يونيه 1967 احتلت إسرائيل أرضا عربية جديدة وهي شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان ، والمنتصرون لم يعيدوا حتي اليوم سوى سيناء فقط نتيجة لاتفاقية السلام مع مصر .
اما مرتفعات الجولان والقدس فقد تم ضمهما ، ليكونا
مصدراً للنزاع الأبدي والموضوع الرئيسي لمؤتمر الشرق الأوسط التاريخي ، الذي بدأ في نهاية 1991 بمدريد .
والفلسطينيون أنفسهم يقفون منذ عام 1976 علي خط المواجهة ضد إسرائيل ، حيث جمع الزعيم ياسر عرفات وبعض القادة الفلسطينيين آنذاك آلاف الفدائيين حولهم ، وتراجعت منظمة التحرير الفلسطينية عن الدول العربية ، لأن الفلسطينيين لا يريدون ان ينخدعوا أكثر من ذلك !
بدأ طريق ياسر عرفات الصعب، حيث تم انتخابة عام 1969 كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ووقف إلي جانب ياسر عرفات منذ البداية رجل يُدعي صلاح خلف الملقب بأبو إياد ، الذي وُلد في أغسطس سنة1933 في يافا التي كانت آنذاك قرية عربية ، وهي اليوم جزء من تل أبيب .
عاش صلاح خلف ، الذي أصبح فيما بعد الرجل الثاني في فتح في القاهرة حتي عام 1967 حيث تزعم مع عرفات اتحاد الطلبة الفلسطينيين ، وقد انهي رجل يافا دراسته بامتحان المعلمين ، ثم عمل بالتدريس لفترة في غزة .
في تلك الأيام ، في أواخر الخمسينات نظم هذا البطل بالفعل خلية سرية ، تلك التي هاجمت أهدافا إسرائيلية سنة 1959 ودخل أبو إياد في عداد مؤسسي فتح وأقام
في الكويت حتي حرب الأيام الستة في يونيه 1967 وتخلي عن وظيفته بعد ذلك وأصبح ثورياً .
تولي صلاح خلف جهاز المخابرات الفلسطينية الذي يُسمي رصد وهو جهاز موالي للعرب وما تزال له فاعلية كبري حتي اليوم .
وتم تشكيل منظمة أيلول الأسود أوائل سنة 1971 وقد استوحت تلك المنظمة اسمها من الحرب الأهلية بين الفلسطينيين والقوات الأردنية التابعة للملك حسين في سبتمبر سنة 1970 حيث استقر الفلسطينيين الذين طُردوا من وطنهم غرب نهر الأردن هم واللاجئون منذ العام 1948 في الأردن مع الضفة الشرقية .
كانت بداية الصدام بين الفلسطينيين والملك حسين بطلب من البدو ، حيث طالبوا الملك بضرب الضيوف بيد من حديد ، وما لبث أن وقعت مواجهة بين 55 ألف جندي أردني مسلحون تسليحا كاملاً و20 ألف فدائي فلسطيني ، وفي يونيه من نفس العام قصف الجيش الأردني ولأول مرة معسكرات الفلسطينيين ، وتم إعدام عدد من الفدائيين الأسري علي الفور ، وساوم عرفات الملك حسين علي الهدنة ، وازداد الوضع توترا واشتعالاً ، وفي نهاية أغسطس وقعت معارك مكشوفة بين الطرفين ،وانتقلت المعارك في الأيام التالية إلي الشوارع !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ نكتفي بهذا القدر ــــــــــــــــــــــــــــ
إلي اللقاء ....
الحلقة القادمة قريبا إن شاء الله .
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي